شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وبلدة مجدلبعنا وأبناء منطقة عاليه الامين محمود عبد الخالق في مأتم حزبي مهيب بحضور عدد من المشايخ الأجلاء ومسؤولي الأحزاب السياسية ووفد من محافظة حماة بالإضافة إلى الامناء والرفقاء وابناء المنطقة.

محمود عبد الخالق الرئيس الأسبق للحزب السوري القومي الاجتماعي، الأمين المناضل والوزير السابق توفي عن ثمانين عاماً، قضى ستة عقود منها في العمل الحزبي والنضال القومي رفيقاً ومسؤولاً وقائداً.

عرفه القوميون الاجتماعيون رفيقاً مندفعاً وأميناً مؤتمناً ومسؤولاً قدوة، وجسّد المناقبية القومية الاجتماعية من خلال مسيرته الحزبية.

اما قادة الأحزاب والقوى والفصائل والشخصيات فعرفوه صاحب موقف، لا يحيد عن مبادئه القومية ولا عن ثوابت حزبه، وفي مقدّمتها مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت والطائفية البغيضة، والصراع والمقاومة في مواجهة العدو اليهودي، دفاعاً عن فلسطين كلّ فلسطين، والأمة بأسرها.

مثّل الحزب في الحكومة اللبنانية خير تمثيل، فكان في طليعة المتصدّين بالموقف والكلمة للمؤامرة التي تعرّض لها لبنان، عبر القرار 1559 الذي استهدف نشر الفوضى والفتنة، لإسقاط عناصر قوّة لبنان المتمثلة بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.

لبست مجدلبعنا ثوب الحداد على رحيل الامين عبدالخالق، الذي قدم الى وداعه مئات الشخصيات الدينية والسياسية والفعاليات الاجتماعية وكان من بين الحضور الشيخ سامي ابي المنى ممثلاً شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن وشيخ عقل الطائفة الدرزية نصرالدين الغريب السيد تيمور جنبلاط على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي والوزير غازي العريضي والنائب اكرم شهيب، والحاج محمود قماطي على رأس وفد من حزب الله، والوزير طلال ارسلان على رأس وفد من الحزب الديمقراطي، والنقيب الياس حنا على رأس وفد من التيار الوطني الحر، ووفد من الحزب الشيوعي اللبناني ووفد من حركة فتح، الوزير فادي عبود ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين حنا الناشف ورئيس المجلس الاعلى الامين اسعد حردان والامينة اليسار سعادة والامناء والرفقاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي، والاعلامين خليل مرداس ورشيد زين الدين ويوسف الصايغ.

شارك ممثلي الاحزاب في إلقاء الكلمات المشيدة بالفقيد الامين عبد الخالق.
كلمة مشايخ مجدلبعنا القاها الشيخ دانيل عبدالخالق “نوّدع اليوم مناضلاً وفارساً نزل الى ميدان العمل الوطني والجهاد الانساني… عرفناه قويم المنهج حسن الاخلاق.. عرف بالمناقبية العالية.. اما ما عرفناه عنه في أخطر الظروف التي مرت على وطننا في حقبة الاجتياح الاسرائيلي للجبل كان يقظاً شجاعاً في خياراته.. قدّم اعتبارات الواقع على اعتبارات أخرى”.

كلمة مديرية مجدلبعنا القاها الامين علي عبد الخالق “امام صمت الموت، لا فصاحة لأي لسان، فكيف لأي منا ان يقف على هذا المنبر ويكون فصيحاً في رثاء صديق ورفيق وامين اتخذ من العقيدة السورية القومية الاجتماعية نهجاً لحياته وبيئته وعائلته كالامين محمود عبد الخالق… ابا رائد اوجعنا رحيلك المبكر الغادر واصابنا في الصميم.. قدرنا ان نتذكر وجهك البشوش في كل آن بعد ان حرقنا فراقك من التنعم بمحياك الطاغي بشراً واملاً. فكيف للرفيق رائد الحامل مزاياك ان يتحمل الام خسرانك وحنانك والامة كلها تفقد المناقب التي تحليت بها؟”

كلمة حزب الله القاها الشيخ محمود قماطي وقال “الى ابناء الجبل الى الوطن الى الامة اتقدم بأحر التعازي لخسارة الامة وخسارة الطائفة التي كان يحبها.. لكن كل هذا الحب لبلدته وطائفته لم يجعله متعصباً.. من الحب قاوم العصبية.. ليخرج الى الامة والوطن وسورية الكبرى.. وبكل هذه المفاهيم الى المقاومة.. مع كل الحب كان يحمل العداء للكيان الصهيوني.. نفتقدك محمود نحن المقاومة.. يفتقدك سماحة السيد.. تفتقدك قيادة المقاومة.. لانك كنت الحليف.. وحزبك كان الحليف القوي.. فكنت ركناً اساسياً في مشروع المقاومة وهم المقاومة.. فإنتصرت معنا وانتصرنا وانتصر حزبك.. انت الرمز للقوة في الامة لتفعل وتغيّر وجه التاريخ.. انت الرمز لوقفة العز.. انت الرمز للمقاومة..”

كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي القاها الوزير غازي العريضي الذي اثنى على العلاقات الطيبة والاخوية التي تجمع عبد الخالق بالإشتراكي وقال “نودع اليوم رجلاً.. رمزاً من رموز نضالنا الوطني والقومي على مدى عقود من الزمن.. رمزاً كان في كل ساحات النضال… رجلاً تميز بالعفة والشجاعة والصدق.. في كل المعارك التي خاضها.. محمود عبد الخالق الصديق والرفيق والاخ والحزبي المناضل والامين الرئيس والوزير في كل هذه المواقع كان أميناً لأمانته ورسالته وثوابته.. هكذا عرفناه في الحركة النضالية والحزب التقدمي الإشتراكي.. نحن نقدم شهادة مجروحة بهذا الامين والمناضل الكبير الذي كان مقداماً شجاعاً متقدماً الصفوف في الدفاع عن فلسطين.. كان محمود عنواناً من عناوين المقاومة للاحتلال الاسرائيلي.. وهو في حزب قدم عدداً كبيراً من الشهداء في مواجهة إسرائيل في نضال الحركة الوطنية اللبنانية التي انضم اليها عدد من الاحزاب الوطنية وتوجت بنضال المقاومة الاسلامية…”

وفي كلمته، أثنى الوزير طلال ارسلان على العلاقات الطيبة التي جمعته بالفقيد الامين محمود عبد الخالق “الفقيد الصديق المناضل الفاعل السياسي الصادق الامين في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي الحليف… يمثل المروءة وروعة الحق ومهما قلنا في الفقيد العزيز من كلمات لا نستطيع ان نوفيه حقه فهو اكبر من كل الكلمات… كان هاجسه الدائم هو خدمة وطنه وحزبه واهله.. تحولت علاقتنا الى حالة متينة من الثقة المتبادلة.. لقد انزلقت من هذا الجبل الى معترك السياسية مشبعاً بقيم النضال..”

أما رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي “بالامس كنت معنا تضج بالحياة.. ولم نسمع منك الآه.. ولم ينهكك التعب والسهر.. وكنت دائماً جاهزاً لتلبي النداء.. واليوم افتقدناك فما وجدناك.. سبقنا الموت اليك… كنا معاً منذ عشرات السنين.. نلتقي ونبتعد نتحاور ونتناقش ونزن الامور.. نحاول ان نحمل أثقال شعبنا المرهقة على اكتافنا ونحاول ان نجد الدواء.. نحاول ان نجمع ما تفرق.. وان نخيط ثوباً جميلاً… كان قلقك وقلقنا ان نتمكن من اقناع شعبنا.. كل شعبنا بوحدته ووحدة ارضه وكنا ننظر حولنا فنرى انه ما من امة في تاريخ العالم كله نزلت عليها الكوارث كأمتنا..لذلك كان المعلم قد وعدنا بأن انتصارنا سيكون اعظم انتصار لاعظم صبر في التاريخ… انك يا صديقي ويا رفيقي اصبحت الان خارج فضاء الاقمار والشموس.. وخارج قوانين الجاذبية لكنني متأكد من أن روحك لاتزال معنا.. وأخاطبك وأخاطبها متعهداً ومتعهدين كلنا بأن حزبك سيتابع المسيرة.. ثابتاً على خطى سعادة وعلى خطاك.. لأجل حياة لبنان والشام والعراق وفلسطين وما إشتق منها وما سلب منها…” وختم الامين الناشف “بإسم الحزب السوري القومي الاجتماعي وبإسم كل أمين ورفيق ومسؤول.. أقدم تعازيّ القلبية الحارة لرائد وزوجته.. ولزينة وعبير وزوجيهما.. ولشقيقاته وللرفيق نبيل .. وللعميد مالك ولمجدلبعنا المفجوعة وللجبل والامة راجياً ان يتغمد الله فقيد الحزب والامة بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.”

وألقى الشاعر وائل ملاعب قصيدة قلبية “بلغت وجهي حينما المطر انهمر فإذا به دمع الشدائد لا مطر.. قلت غضباً قال ويحك يا فتى.. لا موت يغضبني انا وجه القدر.. حدّقت فيه بنظرة شرقية علّه يراني كيف أمعنت النظر.. وزجرت فيه بنبرة عصبية متكابر انت تمايل فانكسر وابتسم في وجهي أخاله قائلاً قد مات من كان الوفي للمبادئ.. للقضية.. ارزة الجبل الأشم.. صخرة الجرد العصية.. صورة الحزب الأتم.. قدوة النفس الأبية.. في الملاعب والمتاعب في المصاعب والأذية.. في المواقع والمواجع.. في الأمانة والمكانة.. في القيادة في الخطوط الاولية.. غاب نسراً جنحه حبر الوصية….”

كما كان هناك كلمة عاطفية لرئيس الطائفة الانجيلية المشيخية في محافظة حماه القس معن بيطار تشيد بمواقف الفقيد ومزاياه. وكلمة لرئيس بلدية مجدلبعنا السيد روزبا عبد الخالق اشاد فيها بمزايا الفقيد.

وفي الختام كلمة اهل الفقيد القاها نجله رائد عبد الخالق الذي توّجه بإسم العائلة بالشكر من كل من واساهم في مصابهم الجلل، مؤكداً انهم مستمرون على خطى الفقيد الامين عبد الخالق.